لا شك أن الفوضى والانفلات الأمني والتفكك الاجتماعي تشكل البيئة المثالية التي تنمو داخلها البراعم السامة التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار أي مجتمع، وهي تلك البذور الخبيثة التي لا تألو جهداً في صب المزيد من الزيت على النار خلال الأزمات لكي يظل فتيلها متوهجاً ومتفجراً، ووسط هذه الأزمات يبرز البعض من هؤلاء كناصحين وخبراء استراتيجيين يرشدون الشعوب لطريق الصواب والصلاح، وهو الطريق الوحيد الذي تتحقق من خلاله مصالحهم المادية والمعنوية، بخلاف إظهارهم بمظهر المفكرين العظماء.
الأجواء التي سادت منطقة الشرق الأوسط عقب أحداث الدمار العربي كانت أشبه بنفق طويل ومظلم وبلا نهاية، لم يظهر من خلاله أي ضوء خلال عدد من السنوات التالية، لكن القيادة الحكيمة لبعض الدول تمكّنت من النأي بنفسها وبشعبها عن السقوط في شرك الفوضى، ولا شك أن وعي بعض الشعوب العربية مكّنها من إدراك الحقائق والوقوف جنباً إلى جنب مع قيادتها ودعمها، بينما لم تتمكن دول أخرى من فعل ذلك وظلت فريسة لأطماع العديد من الأطراف من الداخل والخارج من التائقين لنيل بعض من مواردها وخيراتها، ومن المؤكد أن بعض المسيسين -ولا أقول السياسيين- ممن ليس لهم ولاء إلا لأنفسهم كانوا وقود النار التي نالت من أمن بعض الدول التي مزقتها الفوضى، فكانوا كلما رأوا ضوءاً -ولو خافتاً للغاية- يطل من نهاية النفق يقومون بإخفائه بل ويسعون لإطالة النفق المظلم ذاته لأقصى حد ممكن.
عوامل عديدة تقف خلف ظهور هذه الظاهرة السياسية التي يقوم خلالها البعض بارتداء زي الإصلاح والادعاء بأنهم مجرد مصلحين لا يبغون سوى الصالح العام وإنقاذ الوطن من كبواته، ولا شك أن الأسماء المعبرة عن هذه الظاهرة كثيرة، تجمعها العديد من الظروف المتشابهة، فكلهم هاربون من بلادهم ولاجئون أذلاء لدى الدول التي تؤويهم، كما تجمعهم العديد من الصفات المتشابهة وأبرزها هو احترافهم الكذب، الذي يبغون من خلاله حشد الرأي العام الدولي ضد النظام الحاكم، ولا شك لدينا في أن ما وصلوا إليه هو قمة الإذلال؛ فلا أسوأ من أن يبيع الشخص وطنه وأهله وعشيرته مقابل حفنة من المال قلت أو كثرت، ومن المعروف أنه بعد أن تنال تلك الدول غرضها منهم فإنها تقوم بلفظهم وطردهم بل وربما إعادتهم صاغرين لأوطانهم التي هربوا منها.
من المؤكد أن هؤلاء الحمقى لم يجدوا طريقة لتفريغ سمومهم إلا من خلال نشر آرائهم عبر بعض منصات التواصل الاجتماعي في صيغة مقترحات وتوصيات هدفها الظاهري هو المنفعة العامة ومصلحة دول الخليج العربي، غير أن القليل من التأمل في محتوى هذه النصائح يشي بأن السم قد تم دسه جيداً في العسل، فالمحتوى ينضح بالبغض والحقد والتأليب، بحيث يثير الضغائن ويوغر الصدور ويثير الأزمات، أما الأفكار الإصلاحية التي تحتويها مثل هذه المنشورات فهي عبارة عن مؤامرات مغلفة في ثوب لغوي جذاب لا ينطلي على الحكماء، ويهدف في باطنه لإشعال حروب إلكترونية تسبب شق الصف المتماسك.
خلال الأسابيع الماضية صرحت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت أن حقل الدرة حقل مشترك والسيادة فيه فقط لهاتين الدولتين، لنفاجأ بعدها بمقترح لأكاديمي عاطل عن العمل بضرورة إشراك دولة ثالثة وهي تركيا لتحمينا -حسب قوله- من إيران، وتوقفت لوهلة، هل هذا المقترح يصدر من شخص تهمه مصلحة كلا الدولتين نظراً لأنه يسيء لسيادة كلتيهما، بل ويظهرهما وكأنهما عاجزتان عن الدفاع عن أراضيهما وسيادتهما، وتساءلت بيني وبين نفسي عما إذا كانت العلاقات الهادئة التي تسود بين المملكة وكل من تركيا وإيران أزعجته إلى الحد الذي رغب فيه بتعكير صفوها بهذه المقترحات، فالمملكة العربية السعودية ودولة الكويت من أهم الدول المنتجة للنفط وخبراتهما لا تحتاج لنصائح هذا أو ذاك من الذين لا يجيدون سوى التأليب وإيغار الصدور وافتعال الأزمات.
الحقيقة ليس لدي الوقت الكافي للتفكير في الرد على ترّهات مثل هؤلاء (وما أكثرهم) ولاسيما وأن الكثير من الردود على منصة تويتر كانت كافية ووافية سواء من حيث العدد أو المحتوى، غير أن المقترح في ذاته استفزني كما استفز غيري ولم يستطع قلمي أن يصمت وهو يرى الباطل يتجول على قدميه ينثر بذور الفتن هنا وهناك، ونحن لا نشك مطلقاً في وعي المجتمع الخليجي وحكمة تفكير أبنائه، فالحكمة تنبع من العقل السليم القادر على التمييز بين الحق والباطل وفصل الجيد عن الرديء، أما هذه الترّهات فلا تستحق سوى التجاهل التام، وهو ما عبر عنه الفيلسوف الأيرلندي برنارد شو بقوله «الصمت هو أفضل تعبير عن الاحتقار».
الأجواء التي سادت منطقة الشرق الأوسط عقب أحداث الدمار العربي كانت أشبه بنفق طويل ومظلم وبلا نهاية، لم يظهر من خلاله أي ضوء خلال عدد من السنوات التالية، لكن القيادة الحكيمة لبعض الدول تمكّنت من النأي بنفسها وبشعبها عن السقوط في شرك الفوضى، ولا شك أن وعي بعض الشعوب العربية مكّنها من إدراك الحقائق والوقوف جنباً إلى جنب مع قيادتها ودعمها، بينما لم تتمكن دول أخرى من فعل ذلك وظلت فريسة لأطماع العديد من الأطراف من الداخل والخارج من التائقين لنيل بعض من مواردها وخيراتها، ومن المؤكد أن بعض المسيسين -ولا أقول السياسيين- ممن ليس لهم ولاء إلا لأنفسهم كانوا وقود النار التي نالت من أمن بعض الدول التي مزقتها الفوضى، فكانوا كلما رأوا ضوءاً -ولو خافتاً للغاية- يطل من نهاية النفق يقومون بإخفائه بل ويسعون لإطالة النفق المظلم ذاته لأقصى حد ممكن.
عوامل عديدة تقف خلف ظهور هذه الظاهرة السياسية التي يقوم خلالها البعض بارتداء زي الإصلاح والادعاء بأنهم مجرد مصلحين لا يبغون سوى الصالح العام وإنقاذ الوطن من كبواته، ولا شك أن الأسماء المعبرة عن هذه الظاهرة كثيرة، تجمعها العديد من الظروف المتشابهة، فكلهم هاربون من بلادهم ولاجئون أذلاء لدى الدول التي تؤويهم، كما تجمعهم العديد من الصفات المتشابهة وأبرزها هو احترافهم الكذب، الذي يبغون من خلاله حشد الرأي العام الدولي ضد النظام الحاكم، ولا شك لدينا في أن ما وصلوا إليه هو قمة الإذلال؛ فلا أسوأ من أن يبيع الشخص وطنه وأهله وعشيرته مقابل حفنة من المال قلت أو كثرت، ومن المعروف أنه بعد أن تنال تلك الدول غرضها منهم فإنها تقوم بلفظهم وطردهم بل وربما إعادتهم صاغرين لأوطانهم التي هربوا منها.
من المؤكد أن هؤلاء الحمقى لم يجدوا طريقة لتفريغ سمومهم إلا من خلال نشر آرائهم عبر بعض منصات التواصل الاجتماعي في صيغة مقترحات وتوصيات هدفها الظاهري هو المنفعة العامة ومصلحة دول الخليج العربي، غير أن القليل من التأمل في محتوى هذه النصائح يشي بأن السم قد تم دسه جيداً في العسل، فالمحتوى ينضح بالبغض والحقد والتأليب، بحيث يثير الضغائن ويوغر الصدور ويثير الأزمات، أما الأفكار الإصلاحية التي تحتويها مثل هذه المنشورات فهي عبارة عن مؤامرات مغلفة في ثوب لغوي جذاب لا ينطلي على الحكماء، ويهدف في باطنه لإشعال حروب إلكترونية تسبب شق الصف المتماسك.
خلال الأسابيع الماضية صرحت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت أن حقل الدرة حقل مشترك والسيادة فيه فقط لهاتين الدولتين، لنفاجأ بعدها بمقترح لأكاديمي عاطل عن العمل بضرورة إشراك دولة ثالثة وهي تركيا لتحمينا -حسب قوله- من إيران، وتوقفت لوهلة، هل هذا المقترح يصدر من شخص تهمه مصلحة كلا الدولتين نظراً لأنه يسيء لسيادة كلتيهما، بل ويظهرهما وكأنهما عاجزتان عن الدفاع عن أراضيهما وسيادتهما، وتساءلت بيني وبين نفسي عما إذا كانت العلاقات الهادئة التي تسود بين المملكة وكل من تركيا وإيران أزعجته إلى الحد الذي رغب فيه بتعكير صفوها بهذه المقترحات، فالمملكة العربية السعودية ودولة الكويت من أهم الدول المنتجة للنفط وخبراتهما لا تحتاج لنصائح هذا أو ذاك من الذين لا يجيدون سوى التأليب وإيغار الصدور وافتعال الأزمات.
الحقيقة ليس لدي الوقت الكافي للتفكير في الرد على ترّهات مثل هؤلاء (وما أكثرهم) ولاسيما وأن الكثير من الردود على منصة تويتر كانت كافية ووافية سواء من حيث العدد أو المحتوى، غير أن المقترح في ذاته استفزني كما استفز غيري ولم يستطع قلمي أن يصمت وهو يرى الباطل يتجول على قدميه ينثر بذور الفتن هنا وهناك، ونحن لا نشك مطلقاً في وعي المجتمع الخليجي وحكمة تفكير أبنائه، فالحكمة تنبع من العقل السليم القادر على التمييز بين الحق والباطل وفصل الجيد عن الرديء، أما هذه الترّهات فلا تستحق سوى التجاهل التام، وهو ما عبر عنه الفيلسوف الأيرلندي برنارد شو بقوله «الصمت هو أفضل تعبير عن الاحتقار».